الامامة جعل الهي واصل في القران
:اولا اصالتها في القران
وردت كلمة ائمة وامام في القران الكريم 12 مرة
وَإِن نَّكَثُوا أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ۙ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ ﴿١٢ التوبة﴾
وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ ۖ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ﴿٧٣ الأنبياء﴾
وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ﴿٥ القصص﴾
وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ ﴿٤١ القصص﴾
وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴿٢٤ السجدة﴾
وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴿١٢٤ البقرة﴾
أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً ۚ أُولَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ ۚ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ ۚ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٧ هود﴾
فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ ﴿٧٩ الحجر﴾
يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ۖ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَـٰئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا ﴿٧١ الإسراء﴾
وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴿٧٤ الفرقان﴾
إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ ﴿١٢ يس﴾
وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً ۚ وَهَـٰذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَانًا عَرَبِيًّا لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَىٰ لِلْمُحْسِنِينَ ﴿١٢ الأحقاف﴾



تعريف الامامة عند الشيعة
يقول السيّد علي الميلاني في كتاب (الامامة في أهم الكتب الكلامية-الصفحة ١٥١):
قال العلامّة الحلّي(رحمه الله) بتعريف الإمامة: الإمامة رياسة عامّة في أُمور الدين والدنيا لشخص من الأشخاص نيابة عن النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم).
وقال المقداد السيوري(رحمه الله) بشرحه: الإمامة رياسة عامّة في أُمور الدين والدنيا لشخص إنساني. فالرياسة: جنس قريب، والجنس البعيد هو: النسبة، وكونها عامّة: فصل يفصلها عن ولاية القضاة والنوّاب، وفي أُمور الدين والدنيا: بيان لمتعلّقها؛ فإنّها كما تكون في الدين فكذا في الدنيا، وكونها (لشخص إنساني): فيه إشارة إلى أمرين: أحدهما: أنّ مستحقّها يكون شخصاً معيّناً معهوداً من الله تعالى ورسوله، لا أيّ شخص اتّفق. وثانيهما: إنّه لا يجوز أن يكون مستحقّها أكثر من واحد في عصر واحد.
وزاد بعض الفضلاء في التعريف: بحقّ الأصالة، وقال في تعريفها: الإمامة رياسة عامّة في أُمور الدين والدنيا لشخص إنساني بحقّ الأصالة، واحترز بهذا - أي: قيد (بحقّ الأصالة) - عن نائب يفوّض إليه الإمام عموم الولاية؛ فإنّ رياسته عامّة لكن ليست بالأصالة))(1).
والأولى تعريفها بأنّها: رئاسة عامّة إلهية لشخص من الأشخاص خلافةً عن رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) في أُمور الدين والدنيا، ويجب اتّباعه على جميع الأُمّة(2). ودمتم برعاية الله
-------------------------
(1) الإمامة في أهمّ الكتب الكلامية: 44 - 45، تعريف الإمامة، وانظر: النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر: 93 الفصل السادس: في الإمامة. (2) انظر: لوامع الحقائق 2: 1 مبحث الإمامة، الإلهيات 4: 8 الفصل السابع الأمر الأوّل: في تعريف الإمامة، العقائد الحقّة: 275 أصل الإمامة.




دلالة الايات المباركة
قوله تعالى: ( وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ )والآية تقول (إني جاعلك) وهنا نبين مفاد الاية الكريمة
أولا: يستفاد من الآية أن الإمامة من الأمور التي لابد أن تجعل من قبل الله سبحانه وتعالى، لأن الآية قالت (إني) الله سبحانه وتعالى الجاعل كما قال تعالى (إني جاعل في الأرض خليقة) هنا يقول أيضاً (إني جاعلك للناس إماماً) فتكون الإمامة مجعولة من قبل الله سبحانه وتعالى على حد جعل النبوة لأن الله سبحانه وتعالى في سورة الأنعام يقول (الله أعلم حيث يجعل رسالته) إذن نجد أن القرآن الكريم نفس الاصطلاح الذي استعمله في النبوة استعمله في الإمامة وقد اتفق علماء المسلمين وجميع علماء الأديان السماوية أن النبوة أمر منصوصة ومجعولة من قبل الله لابالانتخاب ولا شورى ولا أهل الحل والعقد ولا دخل للناس بها فكما النبوة امر وجعل وعهد إلهي نجد أن القرآن الكريم استعمل نفس هذا الاصطلاح بالنسبة للإمامة .
ثانيا: إن الآية قالت (إني جاعلك للناس إماماً) الله يخاطب إبراهيم، إذن كان نبياً ورسولا بل في اخر حياته بعد ان اصلح له ذرية ولذا طلب الإمامة لذريته ونحن نعلم جميعاً أنه لم يرزق الذرية إلا بعد كبر سنه بدلالة (قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ ) إذن الإمامة أعطيت لإبراهيم عليه السلام بعد النبوة ومن الواضح أن هذه الإمامة ليست النبوة لذا وقع الخلاف بين المفسرين لكونهم ارادوا توجيه هذه الآية المباركة بتفسير منطقي حسب معتقدهم المخالف لاهل البيت عليهم السلام.
ومن جانب اخر لا يعقل أن تكون هذه الإمامة هي بمعنى القدوة والأسوة يعني إني يا إبراهيم جعلتك قدوة واسوة لان نبيا كإبراهيم من أنبياء أولي العزم ابو الأنبياء وشيخ الموحدين فكيف لم يكن أسوة وقدوة للناس.
إذن فهناك دور آخر وراء النبوة وهذاما أشارالقرآن الكريم إليه وهو أن هناك مقام في القرآن اسمه مقام الإمامة له مجموعة أدوار أشار إليها القرآن الكريم وذكرها كوظائف لمقام الإمامة.
ثالثا: إن الإمامة في الآية عهد الله لأن إبراهيم قال (ومن ذريتي) يعني إلهي هذه الإمامة مختصة بي أو يمكن أن تكون لذريتي، الله ماذا أجابه؟ لم يقل له الإمامة ولا النبوة، قال (لا ينال عهدي). سؤال: ما الذي طلبه إبراهيم؟ طلب النبوة، لأنه أعطي النبوة أو الإمامة هنا، بطبيعة الحال أن مقتضى الجواب لابد أن يكون منسجماً مع السؤال، سؤاله ماذا كان إبراهيم؟ عن الإمامة، الله عبر عن الإمامة بأنها (عهدي) وهذا ما أكده جملة من المفسرين كما في
تفسير الرازي وهو (التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب، ج4، ص39، في ذيل هذه الآية المباركة)، منشورات علي بيضون، دار الكتب العلمية. قال: (ومن ذريتي) طلب للإمامة التي ذكرها الله تعالى فوجب أن يكون المراد بهذا العهد هو الإمامة) لا النبوة (ليكون الجواب مطابقاً للسؤال) وإلا إذا قلنا أن عهدي هي النبوة أو شيء آخر فلا يكون الجواب مطابقاً للسؤال، وهذا نسبته في القرآن إلى الله! لأن إبراهيم طلب وقال (ومن ذريتي) يعني هذا الذي أعطيتني وهبتني، منحتني، أريد أن تعطيه لذريتي، قال: (فتصير الآية كأنه قال لا ينال الإمامة الظالمين) هذا تصريح بهذا المعنى.
وكذلك ما ذكره الطبري في تفسير الطبري (جامع البيان، ج2، ص511) المتوفى 310هـ، تحقيق الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، دار عالم الكتب للطباعة والنشر، يقول: (واختلف أهل التأويل وقال آخرون معنى العهد عهد الإمامة فتأويل الآية على قولهم لا أجعل من كان من ذريتك ظالماً إماماً لعبادي يقتدى به) لأنه فسر الإمامة بالاقتداء فقال هنا بهذا وقد ابطلنا هذا الاحتمال، هذا هو المورد الثاني.
المورد الثالث ما ورد في (تفسير ابن كثير، ج1، في ذيل هذه الآية المباركة) حيث ينقل جملة من كلمات الأعلام ، حقق وخرج أحاديثه وعلق عليه أبو إسحاق الحويني اختصره الأستاذ الدكتور حكمت بن بشير، دار ابن الجوزي، يقول: (عن مجاهد قال لا ينال عهدي الظالمين قال لا يكون لي إمام ظالم) إذن كلهم يفسر العهد بالإمامة.
الأمر الآخر الذي يستفاد من هذه الآية المباركة هو أن هذه الآية تبين لنا أن الإمام الإبراهيمية لا تكون إلا معصومة كما ذكره الفخر الرازي في نفس الموضع من الآية (ص39) يقول: (قلنا إما الشيعة فيستدلون بهذه الآية على صحة قولهم) يعني أن الإمامة لابد أن تكون معصومة (يستدلون بهذه الآية على صحة قولهم في وجوب العصمة ظاهراً وباطناً وأما نحن) يعني غير الشيعة (فنقول مقتضى الآية ذلك) يقول نعم ظاهر الآية الحق مع الشيعة (إلا أنّا تركنا اعتبار الباطن فتبقى العدالة الظاهرة معتبرة) و في موضع آخر يصرح بهذا، يقول: (الآية تدل على عصمة الأنبياء من وجه) إذن الآن بغض النظر لأنه يفسر الإمامة أو بعض الأحيان يقول النبوة، ولكن محل الشاهد يقول أن الآية تدل على العصمة وهذا إقرار منه، وهكذا في موضع آخر في (ج3، ص10، ذيل الآية 35 من سورة البقرة) من نفس الكتاب، يقول: (قال في حق إبراهيم (إني جاعلك للناس إماماً) والإمام من يؤتم به) و قال: (فأوجب على كل الناس أن يأتموا به فلو صدر الذنب عنه لوجب عليهم أن يأتموا به في ذلك الذنب وهذا يفضي إلى التناقض) اذن الاية تدل على العصمة بدليل انه امام بجعل الهي مفترض الطاعة.
وممن صرح بدلالة الآية على العصمة البيضاوي في تفسيره (أنوار التنزيل وأسرار التأويل المعروف بتفسير البيضاوي، في ذيل الآية 124 من سورة البقرة) تأليف الشافعي البيضاوي، المتوفى 691هـ، دار إحياء التراث العربي، قال: (وفيه دليل على عصمة الأنبياء من الكبائر) يعني من اتصف بهذه الإمامة لابد أن يكون معصوماً.
وهذا المعنى أشار إليه العلامة الالوسي ايضا في روح المعاني